اليوم هو الأول من
أبريل"نيسان" يوم كما يعلم أغلب من سيقرأ مقالتي هذه أن الكثير أعتاد
تأليف واختراع الكذبات والمقالب والإشاعات لحصد أكبر عدد من ضحايا "كذبة أبريل"
لنفكر معا .. ماذا سنكون كذبتنا لهذا
اليوم ..؟؟
هل نستخدم تلك التي كانت بالأمس معنا .؟
أم نبحث في جعبتنا عن كذبات لم تنتشر رائحتها بعد..؟
لا اعلم هل حقا نحتاج لكذبه نسميها
"كذبة الأول من أبريل" ونحن نعلم انه حتى لو لم يكن هذا اليوم يوما
للكذب لكنا سنكذب
كذبات وكذبات تتراكم.. منها وعود زائفة
ومنها عبارات وقصص وهميه والكثير معنا لأجل من يسمعنا
يمكننا في أقل من جزء من الثانية اختراع
كذبة جديدة وإشاعة عن احد ما لا نطيق أن نراه مستريحا
والأجمل من هذا أننا نمتلك القدرة على تصديق
كذباتنا ..! حتى بات حبل الكذب في هذا الزمان طويل جدا !!
وإن كان قصير فأعين من حولنا تعاني طول نظر؛ فلا يرونه وإن رأوه لا يجرؤون فضح كذبتنا، يعلمون حينها أن هناك غاز كذبات
سينبعث من أجسادنا دفاعاً عن كذبة ما فضح أمرها
اعتقد أن الكثير تغلب على علم النفس في تحليل شخصية الكاذب، ومعرفته من تصرفاته فلم تعد أنوفنا تطول حين نكذب ولو كانت كذلك لكنا الآن نحمل أشجار معمرة فوق رؤوسنا ومستعمرات وبلدان تسكنها ..
ليس بأمر عجب فقط احصدوا كم كذبه قد تكون في شارع واحد تمرون به
من كذب المارة، وأصحاب المحلات ، والآباء على أبنائهم، والأبناء على أبائهم، ومتحدثي الهاتف النقال، وغيرهم ،شعرت أني في متاهة فقط حين حاولت حصد كذبات في شارع واحد ليوم واحد
وبعد هل نحتاج لأول من ابريل لنخترع كذبات ..؟
هل تعتقدون أن تلك الطبقات التي فوقنا
تستخدمه أيضا كحجة لكذباتها ..؟
ما قصدته تلك القرارات
التي تُحدث بيننا معمعة، وتتبعها أوراق من تحت الطاولات، وأموال تقدم كمعُاونات،
ومشاريع، وأفكار، ووعود لأجل التطورات فقط لا تتعدى حدود أحرف اللسان أهي أيضا
كذبة الأول من ابريل ..؟
ونحن ضحيتها .. ؟؟
كم مرة سيطبع على جباهنا أسم "ضحية"
وكم مرة نكتب نحن عليها أسم "كذاب" يوميا ..؟
نحتاج لوقفه عميقة هنا فمن كذبنا عليه
سيكذب علينا ومن كذب علينا سيجد كاذبا يسجله بأسم ضحية .. وبعد متى سننتهى ونصدق
لنعيش بسلام في عالمنا
متى نتخلص من تفاحة الساحرة المسموم
نصفها ونتوقف عن توزيعها على من هم حولنا بعد أن نتناول نصفها الجيد ليصدقونا ..؟
ومتى نكون أكثر وعيا حتى نراقب النصف
الذي أكلوه أعدائنا المتنكرون بلباس جميل حتى لا نتناول تفاحتهم
متى ومتى ..؟ كم سؤال وسؤال قد يدور
بخلد احدنا حين يفكر بمدى كذبنا، ومدى طيبة قلوب من يصدقنا
نحن هنا قد نكون الضحية وقد نكون الجاني
.. في كلا الحالتين نحتاج لوقفة مطوله مع أنفسنا ..وكوب ماء بارد نرش به ملامح
غفلتنا !
لا تكذبوا يا عرب أرجوكم ليس لأننا لا نهوى الكذب فقط ولكن لأن في جهنم
"ويل" ينتظرنا لنكب فيه حصاد كذباتنا
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
حَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلَّذِي
يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ
". أخرجه أحمد
لا تقلدوا غربا يراكم أجهل مما يكون وتحتفلون
معهم بأعياد الأصنام والآلة من دون الله كما يفعل الهندوس في يومهم هذا
لا تكذبوا يا عرب فكل يوم هو لكم أول من
أبريل أرجوكم أقطعوا ورقة هذا التاريخ من تلك اللوحة المعلقة على جدرانكم وتخطو يوم
الكذب هذا واصدقوا مع ربكم أولا لتصدقوا مع أنفسكم ومع من هم حولكم
فنحن حقا نحتاج لأشخاص صادقين أكثر ممن
هم باقون معنا !!
وتبقى في
القلب أمنية .. ليت تلك الأنوف كأنف بطل قصتي المفضلة، تطول حين تتنفس أحرف كذبهم
لكنا بخير من
مكر خداعهم ..!!